اثناء حضوره مأدبة كوردية- نمساوية...البروفيسور كرايسنيكه: نيكار امرأة كوردية قوية

سيدة كوردية بدأت مشوارها الفني بعشق كبير لفن المسرح منذ نعومة اظفارها، وجاء أقترانها بشاب فنان هو شعلة وهاجة من الاحاسيس التي تنضح الفن وذو أيمان عميق برسالته الفنية، ليمهد الطريق امام الاثنين لأعتلاء سلم فن المسرح وليغدو الزوجان ظاهرة فنية جديرة بكل اعتبار من خلال حضور قوي لهما في قلب اوربا والحضارة. السيدة نيكار حسيب قرداغي ولدت في مدينة السليمانية، نالت البكالوريوس في المسرح من كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، وكانت محل اعتزاز كبار مخرجي ورواد المسرح العراقي امثال (د. صلاح القصب، د. عقيل مهدي، د. شفيق المهدي، د. فاضل خليل، د. عوني كرومي، بهنام ميخائيل وبدري  حسون فريد). ومن خلال مشاركات لها في اعمال مسرحية في بغداد، نالت العديد من الجوائز وكذلك لقب أفضل ممثلة مسرح على مستوى العراق. في ثمانينيات القرن الماضي درست مادتي الصوت والجسد لمدة ثلاثة اعوام في معهد السليمانية للفنون الجميلة، غادرت كوردستان مطلع العقد الاخير من القرن الماضي واستقرت منذ نهاية عام 1991 في مدينة فيينا (عاصمة النمسا وقلب أوربا). أسست مع زوجها الفنان شمال عمر مختبر لالش للمسرح التجريبـي وأعتمد الاثنان فيه أسس الموروث الكوردي، ولعل تسمية المختبر تحمل دلالات تراثية عميقة. حصلت على درجة الماجستير بأمتياز من قسم المسرح في كلية السوسيو- كلتورانثربولوجي في جامعة فيينا


السيدة نيكار حسيب قرداغي وزوجها الفنان شمال عمر هما الآن معروفان على مستوى عالمي كفنانين مشهورين في حقل المسرح ولهما نظرية جديدة في هذا المجال. وتواصل الفنانة نيكار أنجازاتها الفنية والاكاديمية اضافة لتواصلها وتعايشها مع المسرح من خلال عروض دولية تقام في النمسا والعديد من البلدان الشرقية والغربية.

وقد نالت اخيراً (بالتحديد يوم 29/11/2006) شهادة دكتوراه الفلسفة بأمتياز في المسرح عن اطروحة (المسرح وبيرفورمانس الريتوالي)، وهي أول سيدة كوردية تنال درجة الدكتوراه في المسرح، وقد اشرفت استاذة المسرح البروفيسورة (بريكيتا مارشال) على اطروحتها، فيما ترأس الاستاذ الشهير البروفيسور (فولفكانك كرايسنيكه) الرئيس السابق لجامعة فينا وعميد كلية المسرح حالياً لجنة المناقشة وعضوية البروفيسور (مانفريد كريسمه). البروفيسورة (بريكيتا مارشال) المشرفة على اطروحة الفنانة نيكار قيمتها بقولها: السيدة نيكار باعتبارها اسم لامعأ في المسرح العالمي وهي ايضاً احدى الركائز المهمة في مختبر لالش المسرحي في فيينا، قد أستطاعت بخبرتها النظرية والعملية، ان تجمع معاً علمي المسرح والتراث الانثربولوجي.

وفي ذات السياق قال البروفيسور كريسمه: استطاعت السيدة نيكار حسيب ان تتعامل بذكاء مع المصادر العلمية في الانتولوجيا وانثربولوجيا التراث، واطروحتها بالنسبة لي اطروحة نادرة وبالغة الاهمية.

وبعد الانتهاء من مناقشة الاطروحة اعرب البروفيسور كرايسنيكه رئيس لجنة المناقشة عن سروره البالغ لما توصلت اليه الفنانة الكوردية اللامعة نيكار حسيب قرداغي وقال: اطروحة نيكار والمناقشات التي دارت حولها قدمتا لي متعة علمية، وانا شخصياً أتابع عن قرب الاعمال النظرية والعملية لهذه السيدة الكوردية، وتجارب مختبر لالش تستحق كل العناية والاعجاب. واسترسل البروفيسور كرايسنيكه قائلاً: عندما تم استدعائي عام 2004 للمشاركة في مهرجان القاهرة الدولي تقديراً لاعمالي العلمية في المسرح، طلب مني استصحاب فرقة بديلة تمثل النمسا، وقد اخترت مختبر لالش لتمثيل النمسا وللمشاركة في مهرجان القاهرة، وقد اصبح اختياري محل فخر كبير، لان تجربة نيكار وشمال وفرقتهما الدولية قد لاقت صدى منقطع النظير في المهرجان.

ولمناسبة المنجز الاكاديمي الكبير للسيدة نيكار، اقام اصدقاء د.نيكار حسيب ومختبر لالش من الكورد والنمساويين مأدبة كوردية- نمساوية في مقر مسرح لالش بمدينة فيينا، وقد تحدثت فيها الفنانة د. نيكار عن اطروحتها وشكرت جميع المساهمين في اعداد المأدبة. وخلال مشاركته في المأدبة تحدث البروفيسور كرايسنيكه بقوله: أثناء حضوري جلسة مناقشة اطروحة السيدة نيكار باعتباري رئيساً للجنة المناقشة، احسست بأنني اواجه امرأة كوردية قوية، حيث دافعت بقدرة علمية عالية عن اطروحتها الفريدة وردت على الاسئلة بأجوبة شافية ووافية. واضاف البروفيسور كرايسنيكه؛ بأنه قلما يشعر بالسعادة اثناء اشرافه على اطروحات طلبة الدراسات العليا في جامعة فيينا، مثلما شعر بها اثناء مناقشة اطروحة السيدة نيكار، واقترح ان تواصل الفنانة نيكار البحث العلمي الى جانب اداء اعمالها الفنية كونها تمتلك مؤهلات في المجالين العلمي والعملي.

وللدكتورة نيكار حسيب نظرية تطبيقية خاصة في فن المسرح تعتمد على التراث الكوردي وطروحات تتعلق بالحركة والديكور وقاعة العرض المسرحي وتشرف الآن في مختبر لالش على 30 طالباً من جنسيات عدة، الى جانب ورش نظرية وعملية تقيمها في جامعتي فينا النمساوية وشينشوي اليابانية واكاديمية الفنون في القاهرة والجامعة الفنية في كوسوفو، وقدمت عروضاً مسرحية في العديد من البلدان، منها النمسا وسويسرا والمانيا وفرنسا وبريطانيا وهولندا والدنيمارك وبولندا واليونان ومصر وتونس والعراق وكوردستان واليابان وكوسوفو.

اعداد/ درسيم توفيق

الصوت الآخر
اسبوعیة سیاسیة ثقافیة عامة/العدد ١٢٨

١٠/١/٢٠٠٧
اربیل اقلیم کردستان العراق