مابعد التمثیل و مابعد الدراما فی مختبر مسرح لالیش

الصوت منبعا: صوریة و فیزیکالیة الصوت فی الفضاء


یقول شامال امین: أنا أتحدث عن الصوت كأنني أتحدث عن كائن حي... نعم... هو كائن حي... هو أنا... هو نحن. من هنا... ندخل في مغامرة صوتية... ونسميها "الصوت ينبوعا"؛ ينبوعا ودافعا ومحركا للجسد؛ ينبوعا للحدث الفيزيكي ويخلق الإيقاع والحدث و الصورة ... الغناء هنا ليس مجرد "يغنی"، بل جعل الغناء "مرئيا"... والغناء هنا لا يفسر الحدث، بل هو الحدث نفسه ... هو لا يخلق الأجواء بل هو الأجواء ذاتها. عبر هذه الطريقة نحاول الوصول إلى أسرار تلك الأفعى الملتوية؛ شبه النائمة في أعماقنا؛ أي في أعماق جسدنا... إذا هي تحركت نتحرك نحن أيضا... إذا تنفست نتنفس نحن أيضا... إذا هي فتحت عينيها نتوجه إلى كل الاتجاهات؛ وإذا هي فتحت فمها تعبر عن آلامنا وأشواقنا... وهي أيضا بمثابة صورة حية لقوة الحياة

تجارب مختبر مسرح لالیش کفرجة حیة تقوم علی بنیة صوتیة مطلقة، تتشکل انساقها من اثر محاولات ایجاد لغة صوتیة تقع خارج النظام و العلامات اللسانیة المغلقة و التي تحمل دلالات ثقافیة محددة و مستهلكة فحتی النصوص المنطوقة باقاعات صوتیة/ نغمیة تكون خارجة عن العلامات اللسانیة المألوفة. هذه العملیة التجریبیة تكونت نتیجة لبحوث عملية مختبرية مستمرة و معقدة، و هي محصلة رحلة المغامرة بالعودة الی ینابیع انسانیة شتى, مختلفة ومتباينة، و استثمار وحدات و ایقاعات صوتیة نادرة بل معرضة للأنقراض من مختلف الثقافات البشرية و صهرها في بودقة تکوین جدید عبر انساق صوتیة منطوقة و سمعیة آخری، داخل بنیة مترابطة و منفتحة علی قرآءات متعددة . و هذه العملیة تفسح بدورها المجال لخلق انفتاح جدید للقدرة التأویلیة للباث/المحتفل، و المستقبل/المتلقي

الصوت والغناء في مفهوم مختبر مسرح لالیش غايتهما ليست تعميق الفعل الدرامي، ولا يميلان إلى المونتاج المشهدي أو ينحوان نحو التغريب المسرحي، بل يحاول المختبر تجاوز كل هذه التقنيات والأشكال القديمة والحاضرة أيضا. الصوت لا يقصد به ما جرت عليه الاستخدامات التقنية المختلفة في مسرح الحواري والأوبرا والمسرح الغنائي الموسيقي؛ ولا حتى التجارب البیرفورمانسیة الجديدة التي يستخدم فيها الصوت عبر التقنيات الالکترونیة الجديدة

و یسعی مختبر مسرح لالیش إلى تشغیل "معرفة الصوت" عبر المحتفل، المراقب المشارك، العمل البرفوماتيفي" بدلا من المفاهيم السائدة "الممثل، المخرج، العرض المسرحي". و التحول لدی المحتفل/بیرفورمیر هو التحول الذي يمارسه الكائن الحي الفاعل في الفضاءات كفعل إرادي؛ من أجل إيجاد أقصى مستوى للطاقة والوصول من "الكيفية" إلى "النوعية"؛ بمعنى أن يتحول الكائن الحي إلى ذات كاملة.. ومن هنا ينهض ذلك الكائن الفاعل كنقيض وبديل كامل لفعل الممثل لأنه لا يمثل أي كائن ولا يعرض أي شئ خارج عن ذاته؛ أي أنه يحقق فعله الإنساني كإنسان حاضر في الزمكان. ومن هنا تنتفي عملية النصية وعملية التمثيلية


و کنموذج یشیر شام
ال امین الی التجربة الصوتیة الخاصة ل(نیگار حسیب/ بیرفورمیر، مٶسسة و مدیرة مختبر مسرح لالیش) فی العمل البیرفورمانسی الحی و ایجاد لغتها المبدعة التی تقع خارج علامات اللغویة المعروفة و السائدة


foto: Khalili Abdelaziz

شامال امین
الندوة الدولیة طنجة المشهدیة فی دورتها السابعة: الوسائطیة و الفرجة المسرحیة
2-6 june 2011 Morocco