بلا ظل ـ رؤیة صوتیة الی العالم



نحن نبتكر فضاء جاريا، فيه تتحول الأصوات والأغاني الى لذة. فالصوت يشبه الحدث الذى يسمح دائما للإنسان أن يكتشف شيئا جديدا  شامال امین

الصوت لیس للسمع فحسب، و انما للنظر ایضا  نیگار حسیب



هذه‌ التجربة الجدیدة لمختبر لالیش المسرحي في العاصمة النمساویة ڤیینا و التي یقودها الفنانان (شامال امین و نیگار حسیب) مشروع البحث منذ ٢٠٠٦ (الصوت منبعا للحرکة و الصورة– رؤیة صوتیة الی العالم)، بمثابة عملية استثمار  لمناطق و مساحات جدیدة ادائیا، و هي عملية بحث و تنقيب عن صیغ جدیدة و اکتشاف فضاءات أخری تعتمد علی تفجیر طاقات الانسان لتعبیریة الی أقصی حدودها وفق منطق المغایرة للسائد و المألوف.
جدير بالأشارة ان هذه التجربة تقوم علی بنیة صوتیة مطلقة، تتشکل انساقها من اثر محاولات ایجاد لغة صوتیة تقع خارج النظام و العلامات اللسانیة المغلقة و التي تحمل دلالات ثقافیة محددة و مستهلكة فحتی النصوص المنطوقة باقاعات صوتیة/ نغمیة تكون خارجة عن العلامات اللسانیة المألوفة. هذه العملیة التجریبیة تكونت نتیجة لبحوث عملية مختبرية مستمرة و معقدة، و هي محصلة رحلة المغامرة بالعودة الی ینابیع انسانیة شتى, مختلفة ومتباينة، و استثمار وحدات و ایقاعات صوتیة نادرة بل معرضة للأنقراض من مختلف الثقافات البشرية و صهرها في بودقة تکوین جدید عبر انساق صوتیة منطوقة و سمعیة آخری، داخل بنیة مترابطة و منفتحة علی قرآءات متعددة . و هذه العملیة تفسح بدورها المجال لخلق انفتاح جدید للقدرة التأویلیة للباث/المحتفل، و المستقبل/المتلقي. هذه التجربة البحثية و هذا البحث التجريبي ليس الا محاولة اخری لمجموعة مختبر لالیش المسرحی (شامال و نیگار و بقية افراد المجموعة من اصول و ثقافات مختلفة) من اجل خلق لغة جدیدة للتواصل المسرحي في مابين الثقافات المختلفة.

يسعى كل من نيگار و شامال دائما الى خلق فضاء خال، يتحول فيما بعد الى حقل للإصوات والحركة و الصورة . فضاء يتحول محيطه الى: كل الأماكن و الى: لا مكان ! ويحول الزمن فيه ذاته الى: كل الأزمنة و الى: لا زمن ! دائما و ابدا

وتصف نيگار حسيب هذه العملية وتقول: (الاصوات و الأغاني هي التي تخلق حركاتنا، دون ان يعني ذلك ان حركاتنا تفسر اغانينا ! لذلك فأن كل اغنية و كل حدث صوتي تحمل في داخلها اشارة دقيقة الى نقطة متحركة في الجسد . اي ان الجسد يتعامل مباشرة مع حياة الأصوات ويصبح  عملها عضويا بدلا من ان يكون تكنيكا بحتا).
و یصف شامال امین هذە العملیة و یقول: (ان الحدث الصوتی  بهذه الطريقة لا يعني ان يصبح الجسد جزءا من الصوت أو يصبح الصوت جزءا من الجسد ! بل انهما يشكلان وحدة واحدة ! لأن الوحدة هي المصدر الأصلي للتعبير و منبعا للانسان المحتفل، اذن فنحن لا نمثل، بل نحتفل).

قدمت هذه التجربة کـ(برفورمانسة کاملة) في مراحل و فضاءات تجریبیة مختلفة من السنة ٢٠٠٦ الی نهایة ٢٠٠٩ في جامعات مختلفة فی العالم و خلال تبادل الفنی الدولی و  فی ١٣ مهرجانات دولیة للمسرح في‌ العديد من دول العالم: النمسا، یابان، اوکرانیا، کوسوفو، یونان، مصر، بلغاریا، بوسنة، الاردن و بولندا (فی مهرجان سنة کروتوفسکی ٢٠٠٩ بجانب تجارب بیتر بروک، و اویجینیو باربا، ریتشارد شیخنر، بینا باوش، سوزوکی و الاخرون). و حصلت هذە التجربة علی جائزة دولیة (افضل استخدام الصوت فی العمل البرفورمانسی) فی مهرجان المسرح الدولی فی ساراییفو عام ٢٠٠٩.  سوف تقدم هذە التجربة من سنة ٢٠١١ فی مراحل تجریبیة اخری فی مهرجانات دولیة و جامعات عالمیة فی: ایطالیا، بریطانیا، امریکا، المانیا، البانیا، مقدونیا، بلجیکا، فرنسا، کرواتیا و هولندا.

في الوقت ذاته ینشغل مختبر لالش المسرحي في رحلة اکتشاف أبعاد اخرى والتوغل الى فضاءات و اعماق جديدة و مجهولة في تجاربها التجریبیة القادمة التي تقدم فی عام ٢٠١٢ فی النمسا و المهرجانات الدولیة فی العالم،  و هذە التجارب هی
monos و  the song is back