فرقة لاليش تشدو فى التجريبى
فى قاعة عرض مسرحى ممتلئة عن آخرها بالجمهور، قامت فرقة لاليش النمساوية بعرض عمل مسرحى ، أو "لقاء مسرحى" ، تحت عنوان "بلا ظلال2"، و ذلك فى الساعة الثامنة مساء السبت الموافق 11 أكتوبر 2008 بمركز الإبداع الفنى بدار الأوبرا. وفى القاعة الصغيرة، ذات الحوائط السوداء، كان من المتوقع أن يحدث "اتصال" ما بين الجمهور و العارضين، أو "المحتفيين" كما وصفا نفسيهما. وقبل بدء العرض كانت خشبة المسرح المغطاة بالأسود منظمة بشكل دقيق، بالأخص بمواد ذات لون أبيض، يعاكس ذلك اللون الأسود
وفى برنامج العرض وصف المخرجان شامال أمين و نيگار حسيب العمل كما يلى: "اننا لا نبغى أن نصنع المسرح بشكله المألوف." لقد شرحا أن عملهما "يؤدى الى تلاحم بين الصوت و الحركة و الحياة ككل." وقد كان من الواضح أن هذا العمل المسرحى مختلف عن المسرح بمفهومه التقليدى. لقد بدأ العرض بممثل و ممثلة ، أو "محتفيين"، لم يستخدما لغة الحوار، و لكنهما ظلا يشدوان بلغة غير مفهومة للجمهور_ لغة يسميها المخرجان "لغة غير لغوية." واستمر العارضان فى شدوهما، وحركتهما المصاحبة لهذا الغناء، مع بعثرة بعض المواد البيضاء على خشبة المسرح السوداء، ليرسما أشكالاً و رموزاً تشبه اللغات البدائية
ومع انتهاء 30 دقيقة انتهى فجأة "اللقاء المسرحى"، الذى حاول استكشاف الحركة الطقسية فى علاقتها بالغناء والرسم، تاركاً معظم الجمهور فى حيرة، و قد كان الجمهور مراقباً أكثرمنه مشاركاً فى العرض. إن العرض مبنى على فكر نظرى متميز للتجريب باستخدام الطقوس لاكتشاف علاقتها بالصوت و الجسد. و لكن يبدو أن ذلك "اللقاء المسرحى" لم ينقل تماماً تلك الأفكار. لقد كانت تجربة سمعية و بصرية مؤثرة، و لكن يبدو لى أن شيئاً ما قد فُقد عند التطبيق
د. أريج إبراهيم
استاذ فی جامعة حلوان
2008 اکتوبر